الجمعة، 28 فبراير 2014

بيت السحيمى بالقاهرة

يقع بحارة الدرب الأصفر بمنطقة الجمالية بالقرب من شارع المعز لدين الله الفاطمي، و سمي بهذا الاسم نسبة إلى آخر من سكن فيه و هو الشيخ محمد أمين السحيمى و أنشئ عام 1648 م أي عمره حوالي 350 عاما و قد اشترته هيئة الآثار من ورثته عام 1931م ، و كان آخر ترميم له و افتتاحه للجمهور فى ابريل عام 2000م.

و هو يضم حوالي 115 حجرة و قاعة و له حديقة نباتية بها بعض الأشجار عمرها منذ تاريخ إنشاء البيت و ملحق به 3 آبار و طاحونة لطحن الغلال و حجرتان لحفظه.

و من أهم قاعات الدور الأرضي قاعة السلاملك مخصصة للضيوف من الرجال و حجرة لقراءة القرآن الكريم بها مقعد خاص للشيخ الذي يقوم بالقراءة كما توجد نافورة رائعة من الرخام في بعض حجرات الدور الأرضي.

أما الدور الأول (العلوي) فهو في الغالب للسيدات به قاعة الحرملك مخصصة لاستقبال سيدة البيت بضيوفها من الحريم.

و يعلو أغلب القاعات قبة صغيرة من الخشب لدخول الضوء و الهواء.

و يمتاز بفن زخرفة الزجاج الملون و المعشق في القباب و النوافذ و تتجلى فيه زخرفة رخام الأرضيات و الحوائط و كذلك فن الخط العربي الذي كتبت فيه قصيدة البردة (للبوصيرى) على بعض الجدران.

كما يمتاز هذا البيت بالمشربيات المصنوعة من خشب الخرط و هي رائعة الشكل و متنوعة منها الضخمة و كذا الصغرى و المتوسطة و يتجلى فيها فنون الحفر على الخشب – كما يوجد به غرفة الحمام الرئيسي على النظام التركي حيث ملحق بها حجرة للمساج و يوجد به نظام تسخين المياه ، و للحمام قبة عالية ذات فتحات صغيرة على شكل نجوم من الزجاج.

و يجاور بيت السحيمى بيوتاً أخرى أثرية مثل بيت مصطفى جعفر و بيت الخزرانى – و يعتبر بيت السحيمى نموذجا رائعا لحياة الأثرياء أيام المماليك و هو من أجمل آثار القاهرة لما يحويه من عناصر معمارية إسلامية كما يضم مجموعة من التحف الإسلامية.

 

مجدى عبد الحميد صدقى

 

 

مسجد الامام الحسين بالقاهره

   صاحب هذا المسجد هو الامام الحسين(  أبو الشهداء )  والده هو سيدنا على بن أبي طالب ( اول من أسلم من الصبيان ) ووالدته هى السيده فاطمه الزهراء إبنة الرسول (صلى الله عليه و سلم) وأفضل بناته وسيدة نساء العالمين.  وهو حفيد أفضل خلق الله سيدنا محمد(صلى الله عليه و سلم) وحفيدالسيده خديجه أم المؤمنين ولقد ولد الحسين بالمدينه المنوره عام 4هـ وتربى فى بيت النبوه وادرك عصر رسول الله (صلى الله عليه و سلم) لمده ستة سنوات ونصف وكان هو وأخوه الحسن فى موضع الحب والحنان فى بيت النبوه الكريم وكان الحسين متمعا بالكرم و الشجاعه كما حفظ الكثير من الاحاديث الشريفه عن جده (صلى الله عليه و سلم)وشهد معه معظم غزواته (صلى الله عليه و سلم)وجاهد فى سبيل الله وشارك فى فتح بلاد شمال أفريقيا أيام عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين وكان الحسين أكثر الناس حبا للرسول الكريم محمد (صلى الله عليه و سلم) فقد قال عنه ( حسين منى وأنا من حسين .. أحب الله من أحب حسينا ) .

ويقع المسجد قرب جامع الازهر وبجوار خان الخليلى ولقد إعتنى الحكام المسلمون بعمارته وتوالت عليه عمليات التجديد فى العصور المختلفه منها ماتم فى عهد الخديوىإسماعيل الذى جلب له اعمده رخاميه من القسطنطينيه بناء على طلب السلطان عبد العزيزالعثمانى والمسجد يضم فى ضريحه الرأس الشريف للامام الحسين والتى نقلت من مدينه عسقلان بفلسطين إلى القاهره أيام خلافه الفائزبنصر الله  (عاشر الخلفاء الفاطمين فى مصر) عام549هـ ولقد استشهد الحسين فى معركه كربلاء بالعراق فى اليوم العاشر من محرم (يوم عاشوراء) عام61هـ

حيث واجه وأهل بيته وحوش البشر فى تلك المعركه فعندما مات معاويه الخليفه الأموى عام60هـ (مؤسس الدوله الأمويه فى دمشق ) أخذت البيعه بالخلاف لإبنه يزيد بالاكراه ولم يبايعه الحسين لأنه كان يريد بأن يكون أ مر الخلافه شورى بين المسلمين وليس بالوراثه فهو لم يكن طامعا فى الخلافه ولكنه أضطر لذلك بناء على طلب أهل الكوفه بالعراق .الذين وعدوه بالمبايعه والوقوف معه فى حربه مع يزيد بن معاويه لذا غادر الحسين المدينه المنوره مع اهل بيت الرسول وأصحابه متوجهين الى الكوفه وعندما وصلوا إلىهناك غدروا بهم وخذلوهم خوفا من بطش يزيد بن معاويه وأرغم الحسين على دخول المعركه ضد جنود يزيد بدون أية مساعده فى مدينة كربلاء إنتهت بإستشهاد الحسين ومن معه من أهل بيته وأصحابه ولم يبق منهم إلا عدد بسيط  .وقد مثلوا بجسده الطاهر الذي حوى 33 طعنه من رماح أعدائه الذين قطعوا رأسه الشريف وحملوه الى مقرالخليفه الاموى ولقد تشرفت مصر بنقل الرأس الشريف إليها عام 459هـ فتم إنشاء مسجد كبير يليق بهذا الشرف العظيم  وللمسجد مئذنتان أحداهما على الطراز العثمانى اسطوانيه الشكل تشبه المسله وله خمسه أبواب وله قبه كبيره و تكريما لضريح الامام الحسين فقد ألحقت به حجره تضم بعض المخلفات النبويه الشريفه وله منبر خشبى رائع مطلى بطلاء مذهب وللمسجد مكتبه إسلاميه تحوى الكثير من الكتب فىالفقه والسيره النبويه كما أهدت طائفه البهره عام1980 م مقصوره من الفضه الخالصه لضريح الإمام الحسين تكريما لــه. ويقام كل عام إحتفال عظيم بمولد الحسين يشترك فيه جميع الطرق الصوفيه و تمتلىء منطقه مسجد الحسين باّلاف الزوار من كل أنحاء مصر . ويعتبر مسجد الحسين من أهم معالم السياحه الدينيه فى القاهره بالنسبه للمصريين والعرب وكذا للسواح الأجانب الذين يحرصون على زيارته .

 

مجدى عبد الحميد صدقي